ما درجات الانزلاق الغضروفي؟ وما أشدهم خطورة؟

يحدث الانزلاق الغضروفي نتيجة تحرك المادة اللينة التي تفصل بين فقرات العمود الفقري من مكانها، إذ تعمل تلك المادة كوسادة تمتص الصدمات وتحمي العمود الفقري من الإصابة، وتتأثر وظيفتها إذا تحركت أو تسربت للخارج.

نتعرف في هذا المقال على درجات الانزلاق الغضروفي، ومتى يجب زيارة الطبيب وإمكانية التعايش مع تلك المشكلة.

درجات الانزلاق الغضروفي

تختلف درجات الانزلاق الغضروفي بحسب موقع المادة الجيلاتينية ومدى بروزها من القرص الغضروفي، فمثلًا:

الدرجة الأولى

يكون في البداية بروز المادة الجيلاتينية من القرص الغضروفي بسيطًا يمكن اعتباره تمدد بسيط في نفس الحيز، وبكون الغلاف الذي يحيط بها سليم، وقد لا تظهر أعراض على المريض في تلك المرحلة، إلا إذا كان هناك ضغطًا على الأعصاب.

الدرجة الثانية

تبدأ المادة الجيلاتينية في تلك المرحلة في البروز للخارج، مع الحفاظ على سلامة القشرة المحيطة بها، وفيها تتعرض الأعصاب إلى الضغط، ما يجعل المريض يشعر بألم يشبه الصعق في الظهر وتنميل الأطراف.

الدرجة الثالثة

في تلك المرحلة يتمزق الغلاف المحيط بالمادة الجيلاتينية تمامًا، ما يسمح لها بالخروج من القرص الغضروفي والترسب على الأعصاب والحبل الشوكي، وفيها تزداد شدة الأعراض على المريض ويعاني صعوبة في الحركة.

الدرجة الرابعة

وفيها تنتشر المادة الجيلاتينية حول الحبل الشوكي وتصيب أكثر من عصب في آن واحد، وهي أكثر درجات الانزلاق الغضروفي خطورة، إذ يبدأ فيها المريض بفقدان الاحساس نتيجة التهاب الأعصاب الشديد، وغالبًا ما تحتاج إلى تدخل جراحي.

تعرف على أعراض الانزلاق الغضروفي العنقي

درجات الانزلاق الغضروفي تستلزم زيارة الطبيب

قد لا يلاحظ المريض أعراضًا إذا كان الانزلاق الغضروفي في بدايته، ولكن بمجرد أن تبدأ تلك الأعراض في الظهور، يجب زيارة الطبيب، إذ يساهم التشخيص المبكر في الحد من تفاقم الحالة، ويمكن أن تُشفى بواسطة العلاج التحفظي فقط، ومن الأعراض التي تستلزم زيارة الطبيب ما يلي:

• ألم حاد في الظهر ينتشر في الساق أو جزء منها.
• تنميل الأطراف.
• انتشار الألم في أجزاء من الذراع مع تنميل الأصابع في حالة إصابة فقرات الرقبة.
• ضيق نطاق الحركة عن المعتاد.
• صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية نتيجة الألم.

هل تختلف درجات الانزلاق الغضروفي في مضاعفاتها؟

من المعلوم عن الانزلاق الغضروفي أن أشهر مضاعفاته هي تطور المشكلة من الدرجة الأولى إلى الثانية والثالثة مثلًا، ولكن أكثر درجات الانزلاق الغضروفي صعوبةً ويصحبها مضاعفات مزعجة هي الدرجة الرابعة التي يُصاب فيها أكثر من عصب في آن واحد، ومن تلك المضاعفات ما يلي:

• ضعف العضلات وضمورها.
• آلام مزمنة وشديدة بالظهر والأطراف.
• معاناة مشكلات في التبول والهضم.
• تيبس الرقبة.
• انخفاض تدريجي في القدرة على الحركة.

إليك أعراض الانزلاق الغضروفي

هل الشلل من مضاعفات الانزلاق الغضروفي؟

من الشائعات حول درجات الانزلاق الغضروفي الشديدة أنها تنتهي بالشلل، وهذه المعلومة غير دقيقة، إذ تشير الدراسات أن الحالات التي أُصيبت بالشلل نتيجة الانزلاق الغضروفي شديدة الندرة، وتشكل نحو 1.5% إلى 2% منها فقط، وأيضًا تتأثر تلك النسبة بوجود أمراض أخرى في الأعصاب بجانب الانزلاق الغضروفي.

اختلاف نسبة الشفاء في درجات الانزلاق الغضروفي

لحسن الحظ، نادرًا ما تصل الحالة إلى المرحلة الرابعة التي تحتاج إلى التدخل الجراحي لعلاجها، وفي الحالات الثلاثة الأولى يمكن الاكتفاء بالعلاج الطبيعي والإجراءات التحفظية للسيطرة على الحالة، إذ تشير الدراسات إلى شفاء 80% من المرضى بعد الالتزام بالعلاج من 6 إلى 12 أسبوعًا، بينما حققت الجراحة للمرحلة الرابعة نجاحًا مع 90% من الحالات.

تعرف ايضا على علاج الانزلاق الغضروفي

كيف يتأثر قرار الإنجاب بدرجات الانزلاق الغضروفي؟

إذا كانت الزوجة مصابة بالانزلاق الغضروفي، فيمكن أن ينصحها الطبيب بتأجيل الإنجاب إلى انتهاء فترة العلاج، لأن في حالة الإصابة بإحدى درجات الانزلاق الغضروفي الثلاثة الأولى يشكل الحمل عبئًا إضافيًا على العمود الفقري والأعصاب، ما يزيد الألم وضعف الساق عند الأم، أما بالدرجة الرابعة فيكون الحمل خطرًا على الأم، وقد تتعرض لمضاعفات تستلزم التدخل الجراحي.

نصائح عند الحمل مع الانزلاق الغضروفي

عند الإصابة بإحدى درجات الانزلاق الغضروفي الثلاثة الأولى في فترة الحمل، يجب الالتزام بما يلي:

• ارتداء الأحزمة الداعمة للظهر.
• تمارين العلاج الطبيعي المخصصة للحامل.
• استشارة الطبيب قبل تناول المسكنات.

الوقاية من الدرجة الرابعة من الانزلاق الغضروفي

يتبين لنا الآن أن الدرجة الأكثر خطورة من درجات الانزلاق الغضروفي هي الدرجة الرابعة، ويمكن تفادي الوصول لتلك المرحلة من خلال الالتزام بالنصائح التالية:

• ممارسة تمارين المقاومة التي تستهدف عضلات الظهر والبطن والجذع.
• تجنب النوم بوضعيات خاطئة.
• تجنب الجلوس لفترات طويلة دون حركة.
• التحميل على عضلات الساق عند حمل الأشياء الثقيلة.
• تقليل السكر في الطعام، إذ يساهم ذلك في تقليل التهابات الجسم بشكلٍ عام.
• الحفاظ على وزن صحي لا يشكل ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري.
• الالتزام بتمارين العلاج الطبيعي التي نصح بها الطبيب لحين انتهاء مدة العلاج.

في نهاية المقال، نود طمأنة القارئ، فالشفاء التام من الانزلاق الغضروفي مهما كانت درجته ليس مستحيلًا، ويمكن تجنب عودته مرة أخرى عند الالتزام بالنصائح الوقائية التي ذكرناها، وإذا كنت تشعر بالألم ولا يزال خفيفًا أو متوسط الشدة، سارع بزيارة الطبيب، فكلما كان التشخيص مبكرًا ترك ذلك أثرًا بالغًا في رفع نسبة الشفاء.

وإذا كنت تبحث عن طبيب مختص بأمراض العمود الفقري، يمكنك حجز موعد الآن مع الأستاذ الدكتور فريد الحفناوي استشاري جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري، وذلك من خلال أرقامنا الموضحة بالموقع الالكتروني أو زيارتنا بالعيادة.