أسباب الشلل الرعاش وسبل علاجه 

تشيع الإصابة بمرض الباركنسون أو ما يعرف بالشلل الرعاش بين كبار السن وتحديدًا الرجال، وتظهر أعراضه متمثلة في رعشة مستمرة في الجسم تبدأ من اليدين، مع صعوبة في المشي وانخفاض حدة الصوت بمرور الوقت.

ما يدفع الكثير منهم للبحث عن سبب ظهور تلك الأعراض، وسُبل علاجها الفعَّالة ليعودون إلى حياتهم الطبيعية دون اعتماد على الآخرين.

وبناءًا عليه، فقد اهتممنا في سطور مقالنا التالي بتسليط الضوء على أسباب الشلل الرعاش وأحدث سبل علاجه.

لمحة سريعة حول مرض الشلل الرعاش

مرض باركنسون أو الشلل الرعاش هو أحد الأمراض العصبية التي يرتبط ظهورها بالتقدم في السن، وعادة بين الأفراد الذين تجاوزوا الـ 60 عامًا، كما يمكن أن يظهر أيضًا في أي مرحلة عمرية أصغر.

وعادة ما يسبب الشلل الرعاش اهتزازات لا إرادية وتيسبًا في العضلات وبطئًا في الحركة، وتظهر تلك الأعراض بسيطة في المراحل الأولى من الإصابة، وربما يظن البعض أنها حالة عابرة تنتهي سريعًا، لكن من المؤسف أنها تتفاقم سريعًا وتزداد سوءًا مع الوقت -إن لم تعالج بطريقة صحيحة-.

ما أسباب الشلل الرعاش؟

إلى وقتنا هذا، ما زال سبب الشلل الرعاش الدقيق غير معروف، ولكن يعتقد العلماء أن أسباب الشلل الرعاش قد ترجع إلى نقص إفراز هرمون الدوبامين -المسؤول عن تنظيم نشاط الخلايا العصبية ونقل الإشارات بينها-، وذلك نتيجة حدوث تلف في بعض الخلايا المنتجة له أو موتها نهائيًا.

ورغم توصُل بعض الدراسات إلى أن العوامل الوراثية وخلل الجينات قد تكون من أبرز أسباب مرض باركنسون، فلا تمثل سوى نحو 10% من إجمالي الحالات المصابة، والبقية لأسباب غير معروفة.

عوامل تزيد احتمالية الإصابة بالشلل الرعاش

يوجد عدد من العوامل التي يُعتقد أنها سبب في ظهور الشلل الرعاش، ومنها:

• الوراثة: في حال وجود تاريخ عائلي بالإصابة بمرض باركنسون، تزداد احتمالية ظهور المرض بين الأفراد.
• الجنس: الرجال هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالشلل الرعاش دونًا عن النساء.
• التعرض للسموم أو المواد الكيميائية الخطيرة، مثل المبيدات الحشرية.

أسباب الشلل الرعاش عند الشباب

على الرغم أن الشائع في مرض باركنسون ظهوره بين كبار السن، قد تظهر أعراضه في فئة نادرة من الشباب في سن العشرينيات، ولا تختلف أسباب الشلل الرعاش عند الشباب عن المذكورة أعلاه، لكن من شأن بعض العوامل أن تزيد خطر الإصابة به في سن صغير، ومن أبرزها:

• التعرض لضربة قوية ومباشرة على الدماغ.
• الإفراط في تناول الأدوية التي تقلل إفراز هرمون الدوبامين، ومنها: أدوية علاج الاكتئاب.
• التهاب الأغشية السحائية في المخ نتيجة الإصابة بالعدوى.

سبل علاج مرض باركنسون

توجد العديد من الأساليب العلاجية المتبعة في علاج مرض الباركنسون، يختار من بينهم الطبيب حسب:

• درجة تطور المرض.
• حدة الأعراض التي يشكوها المريض.
• الحالة الصحية العامة.
• مدى استجابة الجسم للعلاج

وبصفة عامة تتضمن سبل علاج الشلل الرعاش ما يلي:

العلاج الدوائي

يهدف العلاج الدوائي إلى زيادة مستوى هرمون الدوبامين في الدماغ، ومن ثمَّ الحد من ظهور أعراض الباركنسون، لكنها استخدامها قد يلحق بالمريض بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة، مثل:

• فقدان الشهية وخسارة الوزن.
• الشعور بالغثيان.
• احتباس السوائل في الجسم.

وجدير بذكره أنه، قد تقل استجابة الجسم للعلاج بمرور الوقت، وحينها يلجأ الطبيب إلى زيادة تركيز الجرعة الدوائية أو الجمع بين أكثر من نوع لتحقيق النتائج العلاجية المرجوة.

التدخل الجراحي

يُعد التدخل الجراحي خيارًا أوليًا للحالات التي لم تتحسن مع العلاج الدوائي وتعاني أعراضًا حادة، وتهدف هذه الجراحة إلى التحفيز العميق للدماغ.

تعتمد جراحة التحفيز العميق للدماغ على زراعة أقطاب كهربائية لتوصيل الإشارات العصبية إلى مراكز التحكم في الحركة ومنع الإشارات غير الطبيعية، ما يسهم في السيطرة على الأعراض وتحسين القدرة على الحركة والمشي.

وقد يساعد استخدام التقنيات الطبية المتطورة في هذا النوع من الجراحات، مثل: جهاز التثبيت الإطاري الدقيق على الحصول على نتائج مثالية للعملية وتقليل خطر التعرض للمضاعفات الصحية.

والآن بعدما وضحنا كافة التفاصيل حول الباركنسون أسبابه وعلاجه، نذكركم أن اللجوء إلى طبيب متخصص يمتلك خبرة واسعة، إضافة إلى الالتزام الصارم بالبرنامج العلاجي الموصوف والمتابعة الطبية بانتظام من الأمور الهامة لنجاح رحلة العلاج وتجنب عودة ظهور الأعراض مرة أخرى.

هل يمكن الشفاء من مرض الشلل الرعاش؟

قد يصعب الشفاء التام من مرض الشلل الرعاش، لكن ذلك لا ينفي استجابة المرضى للعلاج وتحسن الكثير منهم بصورة ملحوظة، وذلك بفضل التطورات الطبية الحديثة التي أسهمت في السيطرة على أعراض الباركنسون ومنع تفاقمها.

هل يمكن الوقاية من مرض الشلل الرعاش؟

نظرًا لأن أسباب الشلل الرعاش الدقيقة غير معروفة، فلا توجد طريقة مجربة وفعالة تمنع الإصابة به، لكن قد يسهم اتباع بعض النصائح في خفض معدلات ظهوره، وذلك حسبما أشارت إليه بعض الدراسات الحديثة، منها:

• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتحديدًا التمارين الهوائية ومنها: ركوب الدراجات والسباحة.
•  تناول مشروبات الكافيين، مثل القهوة والشاي الأخضر، مع مراعاة عدم الإفراط.
• تجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة والمبيدات الحشرية.

إلى هنا نصل إلى ختام حديثنا عن أسباب الشلل الرعاش ورغم أنها مبهمة بدرجة كبيرة، فإن ظهور أعراضه إنذار خطر يستدعي طلب الاستشارة الطبية الفورية دون تأخير، منعًا لتفاقم الأعراض أو التعرض لمضاعفات صحية.

يمكنكم حجز استشارتك مع الدكتور فريد الحفناوي استشاري جراحة المخ والأعصاب، من خلال الاتصال على الأرقام الموضحة بالموقع الإلكتروني.

تعرف على المزيد حول:

• أعراض النزيف في المخ
• ما هو الصرع وما علاجه
• افضل دكتور مخ واعصاب في مصر