علاج الصرع

هل تعاني أنت أو أحد ذويك نوبات فجائية من التشوش المؤقت، أو التحديق في الفراغ مصحوبًا بانتفاضات بالساقين والذراعين؟ يكون ذلك مرض الصرع! وقد يقلق الكثير من الناس عند تشخيصهم بالمرض، نظرًا لشدة أعراض المرض المتعارف عليها، ومن ثم يكون أكثر ما يشغل بالهم هو كيفية العلاج وهل يوجد علاج نهائي له؟ والخبر السار هو تطور خيارات علاج الصرع بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، مما أثمر عن وجود أمل حقيقي في تحسين حياة المصابين وذويهم، ومن هذا المنطلق سيكون حديثنا اليوم عن سُبل علاج حالات الصرع المتاحة الآن.

مفهوم الصرع وأنواعه

لفهم كيفية علاج الصرع يجب أولًا معرفة المقصود بالصرع وما أنواعه المختلفة،

والصرع حالة عصبية مزمنة تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، ويتسم بنوبات متكررة ناجمة عن اضطراب في النشاط الكهربائي للدماغ، ويمكن أن تتراوح شدة هذه النوبات من غياب لحظي بسيط إلى تشنجات شديدة وفقدان للوعي.

تصنف النوبات بشكل عام إلى نوعين رئيسيين، هما: النوبات البؤرية أو الجزئية وهي التي تنشأ في منطقة معينة من الدماغ في جانب واحد، والنوبات المعممة وهي التي تؤثر في جانبي الدماغ، ويعتمد التشخيص غالبًا على وصف المريض وذويه للنوبات والتاريخ الطبي والفحوصات مثل: تخطيط كهربية الدماغ (EEG) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ، فالتشخيص الدقيق أمر ضروري لمعرفة أنسب علاج للصرع لكل حالة.

إليك كافة التفاصيل لمعرفة ما هو الصرع وما علاجه

سبل علاج الصرع

إن الهدف من علاج الصرع هو السيطرة على الأعراض التي يعانيها المريض، ويتضمن علاج الصرع ما يلي:

الأدوية المضادة للصرع

يمكن للأدوية المضادة للصرع السيطرة على النوبات لدى ما يقرب من 60% إلى 70% من المصابين بالصرع، إذ توجد مجموعة واسعة من الأدوية المضادة للصرع (AEDs) المتاحة، والتي تعمل على استقرار النشاط الكهربائي في الدماغ وتقليل تكرار النوبات وشدتها.

غالبًا ما يبدأ الطبيب بجرعة منخفضة ويزيدها تدريجيًا حتى تتحقق السيطرة المُثلى على النوبات مع أقل قدر من الآثار الجانبية، لذا من المهم الالتزام بالجرعات الموصوفة وعدم التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى نوبات شديدة.

أيضًا من الممكن أن يحتاج المريض أكثر من دواء واحد وذلك حسب شدة الحالة، والطبيب هو من يحدد الأنسب لحالة كل مريض، إذ يعتمد اختيار الدواء المضاد للصرع على:

• نوع النوبة.
• الاستجابات السابقة للأدوية المضادة للصرع.
• وجود حالات طبية أخرى.
• احتمالية التفاعل مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.
• الآثار الجانبية للدواء المضاد للصرع (إن وجدت).
• العمر.
• الصحة العامة.

الأنظمة الغذائية الخاصة

إذا لم تُفلح الأدوية المضادة للصرع في السيطرة على المرض، فقد يضطر الطبيب اللجوء إلى سُبل علاجية أخرى، بما في ذلك الأنظمة الغذائية الخاصة، وعادةً ما يكون ذلك بجانب الأدوية المضادة للصرع، ويُعد النظام الغذائي الكيتوني (الكيتو دايت) – نظام غذائي غني بالدهون ومعتدل البروتين ومنخفض الكربوهيدرات- من أكثر الأنظمة الغذائية شيوعًا التي يُنصح بها لبعض مرضى الصرع، لا سيما في حالات صرع الأطفال الذين لم تُجدِ الأدوية نفعًا معهم والذين لا يُقبلون على الجراحة.

الجراحة

إذا لم تُجد الأدوية والأنظمة الغذائية نفعًا في السيطرة على نوبات الصرع، أو إذا كانت النوبات شديدة ومُنهكة، يُمكن أن تكون جراحة الصرع خيارًا علاجيًا آمنًا وفعالًا، ومع ذلك من المهم الخضوع لتقييم الحالة مع دكتور متخصص في علاج الصرع لمعرفة ما إذا كانت الجراحة مناسبة أم لا، وتشمل خيارات الجراحة:

• الاستئصال الجراحي، وفيه يزيل الطبيب الأنسجة غير الطبيعية المُسببة للنوبات.
• كي البؤر من خلال الليزر الموجه بالتصوير بالرنين المغناطيسي، ويستخدم هذا النمط من العلاج في حال كانت الجراحة المفتوحة في غاية الخطورة، ويتضمن هذا الإجراء توجيه شعاع ليزر حراري نحو البؤرة المُسببة لنوبات الصرع في الدماغ.
• فصل حزم الألياف التي تربط مناطق الدماغ، في هذه الجراحة يفصل الطبيب بين الألياف العصبية التي تربط نصفي الدماغ، مما يمنع انتشار النوبات من جانب إلى آخر.

تحفيز العصب المبهم

يتضمن هذا الإجراء زرع جهاز صغير تحت الجلد في الصدر يُرسل نبضات كهربائية منتظمة إلى العصب المبهم، والذي بدوره يرسل إشارات إلى الدماغ للمساعدة في تقليل تكرار النوبات مع مرور الوقت، وقد وُجٍد أن الجهاز يمكنه عادةً تقليل النوبات بنسبة تتراوح بين 20 – 40%.

هل يمكن علاج الصرع نهائيًا؟

من المهم فهم أن الصرع حالة مزمنة وقد يتطلب علاجًا طويل الأمد، والهدف الرئيسي من العلاج هو السيطرة الكاملة على النوبات أو تقليلها بصورة كبيرة، ما يسمح للمريض بالعيش حياة طبيعية، ومن الجيد معرفة أنه في بعض الحالات خاصةً بعد جراحة الصرع الناجحة أو مع الاستجابة الجيدة للعلاج الدوائي، يمكن أن يعيش المريض في مرحلة خالية من النوبات لسنوات عديدة.

نصائح مهمة في أثناء رحلة علاج الصرع

بالإضافة إلى خيارات العلاج المتاحة والتي تحدثنا عنها تفصيليًا، توجد بعض النصائح التي من شأنها تعزيز نجاح هذا العلاج، وهي:

• تقديم الدعم النفسي للمرضى من المقربين حولهم من الأهل والأصدقاء.
• معرفة كيفية التعامل وقت حدوث النوبة لتقليل المخاطر.
• التعرف إلى محفزات النوبات وتجنبها قدر الإمكان.
• الحصول على قسط كافٍ من النوم.
• الحد من التوتر والقلق، ومحاولة الاسترخاء قدر الإمكان.

الدكتور فريد الحفناوي.. أفضل رفيق في رحلة علاج الصرع

الدكتور فريد ماجد الحفناوي استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري -زمالة إكلينيكية – جراحة المخ الوظيفية بفلوريدا في أمريكا- هو أفضل رفيق في رحلة علاج الصرع وذلك لما له من خبرة فائقة في علاج هذا المرض لا سيما الخيارات الجراحية، فهو يستخدم أحدث التقنيات والأساليب، وذلك مثل:

• جهاز التثبيت الإطاري الدقيق (Stereotactic Head Frame)

هو أحدث جيل من الإطارات المستخدمة في جراحات المخ الدقيقة، إذ يتيح هذا الجهاز تحديد مواقع الأعصاب والبؤر بدقة ميليمترية مما يضمن نجاح العمليات -بإذن الله-.

• البرمجيات الجراحية المتقدمة (Stereotactic Planning Software)

هو برنامج تخطيط ثلاثي الأبعاد يساعد على رسم خريطة دقيقة للدماغ قبل وأثناء العملية، لتوفير أعلى درجات الأمان وتحقيق أفضل النتائج.

في الختام،

قد يكون سماع مصطلح الصرع في حد ذاته أمرًا مُقلقًا لكثير من الناس، ومع ذلك فإن التطورات الحديثة في علاج الصرع قد زرعت الأمل في قلوب المرضى وذويهم، مع الحرص على التشخيص المبكر والالتزام بالنهج العلاجي الذي يحدده الطبيب دون انقطاع، فذلك هو مفتاح نجاح الخطة العلاجية.

تعرف على خدمات دكتور فريد الحفناوي:

• علاج الشلل الرعاش
• علاج نزيف المخ
• علاج المياه على المخ
• علاج العصب الخامس