ما هو الصرع وما علاجه؟ تعرف الآن

هل صادفت يومًا إصابة أحد أصدقائك بنوبات ألم وتشنجات شديدة أفقدته السيطرة على نفسه، وجعلته ينفصل عن العالم مدة دقيقة أو دقيقتين وبعد إفاقته لم يتذكر ما الذي حدث له!

ربما كانت هذه إحدى نوبات الصرع التي تحتم عليه طلب الاستشارة الطبية العاجلة والالتزام بالدواء الموصوف؛ كي لا تتكرر هذه التجربة المؤلمة مرة أخرى.

وفي هذا الصدد، فقد جاء مقالنا التالي بمثابة الدليل الشامل والإجابة الوافية عن سؤال “ما هو الصرع؟ وما علاجه؟”، فتابعوا معنا.

ما هو الصرع وما علاجه؟

الصرع هو واحد من الأمراض العصبية المزمنة التي تصيب مختلف الأعمار، إذ يحدث نتيجة وجود خلل في الإشارات العصبية التي يرسلها المخ بسبب تعرض خلاياه للتلف، ما ينجم عنه وجود شحنات كهربائية زائدة في أجزاء محددة في المخ تتسبب في نوبات شديدة من التشنجات، والتي قد تستمر من 1-3 دقائق.

ومن المؤسف أن 70% من حالات الإصابة بالصرع مجهولة السبب، لكن ربما يُعزى حدوثها لأحد الأسباب الآتية:

• العوامل الوراثية.
• التعرض لضربة قوية ومباشرة على الدماغ.
•  الإصابة بعدوى شديدة في المخ.
• الأمراض المناعية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا المخ.
• العيوب الخلقية في المخ.

أمَّا بالنسبة إلى علاج الصرع، فعادة ما يتحدد بعد إخضاع المريض للعديد من الفحوصات والتحاليل وأخذ تقرير مُفصل عن تاريخه المرضي، وسؤال المقربين عن الأعراض التي يعانيها في أثناء النوبة، ومن ثمََ تُحدد نوع نوبات الصرع التي تصيبه، ويُرسم البروتوكول العلاجي المناسب الذي يهتم في المقام الأول بالحد من الأعراض.

التشنجات ليست العرض الوحيد لنوبات الصرع

واستكمالًا لتوضيح الإجابة عن سؤال “ما هو الصرع؟ وما علاجه؟” نناقش فيما يلي أبرز الأعراض التي قد تصاحب نوبات الصرع المفاجئة، إذ يتحدد بناءًا عليها نوع البروتوكول العلاجي، فقد تنطوي تلك الأعراض على:

• فقدان الوعي المؤقت.
• تشنجات عضلية في مختلف أجزاء الجسم.
• تغيرات مفاجئة في جودة الرؤية والسمع، والشعور بتنميل في الجسم.
• اضطرابات مفاجئة في القدرة على الكلام ومستوى الاستيعاب.
• التحديق المفاجئ في الفراغ.
• الخوف والقلق الشديد.

بروتوكول علاج الصرع يختلف حسب حالة المريض

يعد علاج الصرع واحدًا من التحديات الصعبة التي تواجه الأطباء على الدوام، فرغم أن خيارات العلاج متعددة وناجحة بدرجة كبيرة في السيطرة على النوبات والحد من تكرارها، لا يزال الشفاء منه بنسبة 100% قيد البحث والدراسة، ولهذا يندرج ضمن قائمة الأمراض المزمنة، ولعل أشهر أساليب علاجه:

العلاج الدوائي

تُعد الأدوية المضادة للصرع الحل المناسب للمرضى الذين يعانون نوبات الصرع الخفيفة، وعادة ما يصف الطبيب جرعات قليلة ثم يزيدها تدريجيًا بمرور الوقت.

في أحيان أخرى قد يلجأ الطبيب إلى وصف أكثر من نوع من الأدوية المضادة للصرع، من أجل السيطرة التامة على الأعراض.

وجدير بذكره أن نصف عدد الحالات التي تعاني نوبات الصرع الصغرى قد تستجيب بدرجة كبيرة للعلاج الدوائي، ولا يشكون تكرار النوبات لفترة طويلة، بينما الحالات التي لا تستجيب له فقد يستدعي علاجها التدخل الجراحي.

العلاج الجراحي

يهدف العلاج الجراحي إلى تقليل الشحنات الكهربائية الزائدة داخل المخ، ومن ثم السيطرة على النوبات، ويُعد خيارًا مثاليًا للذين يعانون نوبات الصرع الحادة ولا يتحسنون مع تناول مختلف الأدوية، وقد تُجرى الجراحة بالتدخلات المحدودة (المنظار) أو الأساليب التقليدية، ولعل أشهر أنواعها:

• استئصال أنسجة المخ التالفة التي تسبب نشاط كهربائي غير متزن.
• قطع الاتصال بين الخلايا العصبية لوقف انتشار الصرع إلى أجزاء المخ السليمة.
• زراعة أقطاب داخل المخ متصلة بجهاز في الصدر، مسئول عن تنظيم النبضات الكهربائية، وتقليل نوبات الصرع.

ويتسم هذا النوع من الجراحات بمعدلات أمان مرتفعة بفضل استخدام التقنيات الطبية الحديثة، ونخص بالذكر جهاز التثبيت الإطاري الدقيق (Stereotactic Head Frame)، فهو الأحدث على الإطلاق في جراحات المخ الدقيقة، إذ يتيح تحديد مواقع الأعصاب والبؤر بدقة ميليمترية، ويُعد أداة أساسية في عمليات علاج التشنجات.

الكيتو دايت

الكيتو دايت هو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، لكنه غني بالدهون الصحية والبروتينات، ويرشحه الأطباء عادة للأطفال والمرضى غير المؤهلين للعمليات الجراحية، وذلك لأن خفض مستوى الكربوهيدرات يتبعه انخفاض كمية الجلوكوز في الدم، مما يقلل من معدلات حدوث نوبات الصرع بصورة ملحوظة.

تجنب مثيرات الصرع

وفي سياق الحديث عن “ما هو الصرع؟ وما علاجه؟”، وجب التنويه بضرورة تجنب المثيرات التي تحفز نوبات الصرع في أثناء فترة العلاج، مثل:

• الإرهاق وعدم أخذ قسط كافٍ من النوم يوميًا.
• الإفراط في تناول الكحوليات والكافيين.
• التعرض للأضواء الساطعة.
• إهمال تناول الأدوية الموصوفة بانتظام.
• سوء التغذية وقلة شرب السوائل.

وفي النهاية..

نعلم عزيزي القارئ أن مرورك بنوبة صرع وقت عصيب نتمنى ألا يتكرر مرة أخرى، ولهذا نوصيك بالتوجه إلى طبيب يمتلك خبرة فائقة في علاج حالات الصرع، وذلك لأن تلك الإصابة تتطلب خبرة استثنائية لتحقيق النتائج العلاجية المرجوة، والتمتع بحياة مستقرة.

ونخص بالذكر الدكتور فريد الحفناوي -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- إذ يمتلك خبرة طويلة وفائقة في تشخيص وعلاج مختلف الأمراض العصبية المستعصية محققًا معدلات شفاء مرتفعة، وذلك بفضل مهارته المشهودة واعتماده على أحدث التقنيات الطبية العالمية.

وأخيرًا نتمنى أن نكون أوضحنا أجوبة وافية عن “ما هو الصرع؟ وما علاجه؟” ونذكركم بألا تترددوا في طلب الاستشارة الطبية العاجلة من الدكتور فريد الحفناوي، إذا كنتم تعانون نوبات الصرع المؤلمة.

يمكنكم حجز موعد في عيادة الدكتور فريد الحفناوي من خلال الاتصال على الأرقام الموضحة أمامكم بالموقع الإلكتروني، مع تمنياتنا لكم بالشفاء العاجل.