أسباب الانزلاق الغضروفي وانتشاره بين مختلف الفئات العمرية

يحدث الانزلاق الغضروفي عندما تتحرك الغضاريف الفاصلة بين فقرات العمود الفقري من مواضعها الطبيعية، وتضغط على جذور الأعصاب والحبل الشوكي، مسببة الالتهاب والألم والتنميل وصعوبة الحركة.

ولقد أدي انتشار الإصابة بين للشباب وكبار السن في الآونة الأخيرة إلى التساؤل عن أسباب الانزلاق الغضروفي، وكيف يمكن التخلص من آلامه والعودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، وهو ما سنتناوله تفصيلًا في فقرات هذا المقال.

ما هي أسباب الانزلاق الغضروفي؟

لا شك أن غضاريف العمود الفقري لم تُخلق بقدر كبير من الهشاشة وعدم الثبات الذي يجعلها تنزلق بسهولة من مكانها، ولكن قد تتعرض لبعض الضغوط الخارجية التي تُفقدها المرونة والثبات، لعل أبرزها ما يلي:

• التعرض إلى حادث تسبب في السقوط الشديد على الظهر أو تلقي صدمة مباشرة على الفقرات.
• القيام بحركات خاطئة وسريعة مثل الانحناء المتكرر أو الالتواء بسرعة.
• حمل بعض الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة وذلك بالتحميل على فقرات الظهر بدلًا من عضلات الساق.
• التقدم في العمر، إذ تُصاب الغضاريف بشيخوخة كبقية أعضاء الجسم، ويظهر ذلك متمثلًا في فقدانها المرونة وانكماشها، فتصبح سهلة الانزلاق.

قد لا يتعرض كثير من الأشخاص إلى تلك الإصابات ومع ذلك يعانون أعراض الانزلاق الغضروفي، ويرجع ذلك إلى تعرضهم إلى بعض عوامل الخطر التي أضعفت الغضروف ومن ثم عرضته للانزلاق.

عوامل خطر تزيد من فرص الإصابة بالانزلاق الغضروفي

تشمل أهم العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالانزلاق الغضروفي ما يلي:

• التدخين، إذ أثبتت بعض الدراسات تسببه في ضعف غضاريف العمود الفقري وتآكلها مع مرور الوقت.
• السمنة المفرطة، فالضغط المستمر من وزن الجسم على فقرات العمود الفقري، يتسبب في تآكلها وتزحزحها من مكانها الطبيعي، ولذلك يُعد فقدان الوزن خطوة أساسية في خطة علاج الانزلاق الغضروفي.
• الجلوس فترات طويلة على نفس الوضعية، كما هو الحال مع ممتهني الأعمال المكتبية أو السائقين.
• الوظائف التي تحتم على أصحابها ممارسة ضغط مستمر على العمود الفقري مثل حمل أو رفع الأوزان باستمرار، كالمسؤولين عن ترتيب الحقائب في المطارات.
• نمط الحياة الرتيب والذي لا يمارس أصحابه أي نوع من أنواع الرياضة.
• الإصابة ببعض الأمراض المزمنة التي تؤثر في صحة الغضاريف على المدى الطويل مثل مرض السكري واضطراب النسيج الضام.
• الجنس، فتزداد فرص إصابة الرجال بالانزلاق الغضروفي بمقدار الضعف مقارنة بالنساء.

تحديد أسباب الانزلاق الغضروفي خطوة أساسية لنجاح خطة العلاج

يُعد تحديد سبب انزلاق الغضروف الخطوة الأولى والضرورية لنجاح رحلة العلاج، إذ يضع الطبيب على أساسها الأساليب الطبية التي تداوي هذه المشكلة، وذلك كالآتي:

• إذا كان السبب إصابة المريض بالسمنة المفرطة، يرشح الطبيب التعاون مع أخصائي تغذية لعمل حمية غذائية مناسبة له لإنقاص الوزن، ومن ثم يخف الضغط عن الفقرات.
• إذا كانت السبب كسور أو تزحزح الفقرات نتيجة التعرض إلى حادث، يكون التدخل الجراحي الفوري هو الحل الوحيد لتثبيت الفقرات والغضاريف.
• إذا أصيبت الأعصاب المحيطة بالغضروف المنزلق بالالتهاب خاصة عند جلوس المرضى ساعات طويلة في العمل، يكون الحل هو تناول مضادات الالتهاب ومرخيات العضلات، إلى جانب تعديل وضعية الجسم عند الجلوس وأخذ فترات راحة منتظمة خلال اليوم.

لم لا يشعر المرضى بتحسن رغم تعدد أساليب العلاج؟

نستنتج من حديثنا السابق أنه أساليب علاج الانزلاق الغضروفي متعددة للغاية، ورغم ذلك لا يشعر بعض المرضى بتحسن ملحوظ رغم تلقيهم العلاج.

وغالبًا ما يكون السبب في ذلك تشخيصهم في مراحل متأخرة، بسبب الخوف والقلق من الفحص الطبي واعتقاداتهم الخاطئة عن العلاج الجراحي، ومن ثم يكون العصب المحيط بالغضروف قد تأذى إلى درجة كبيرة لا يمكن إصلاحها مع الأسف.

هل يمكن الوقاية من الانزلاق الغضروفي؟

بالطبع يمكن الوقاية من الانزلاق الغضروفي أو تأخير ظهور أعراضه لدى بعض الفئات المعرضة له بسبب تقدم السن، وذلك من خلال اتباع النصائح الآتية:

• الحفاظ على وزن الجسم في المعدلات المثالية، واتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن اللازمة لصحة العظام والغضاريف.
• مراقبة مستويات سكر الدم باستمرار -خاصة مرضى السكري-، واستشارة الطبيب عند حدوث أي اضطرابات.
• ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة بصفة يومية للحفاظ على صحة ومرونة العمود الفقري مثل المشي.
• تجنب البقاء جالسًا فترات طويلة وأخذ فترات راحة منتظمة خلال اليوم.
• تجنب الوضعيات التي تسبب ضغطًا زائدًا على العمود الفقري مثل الانحناء للأسفل أو الجلوس في وضعية القرفصاء
• عدم ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي فترات طويلة بالنسبة للنساء.
• تعلم وضعيات النوم والجلوس والوقوف الصحية للعمود الفقري، مثل النوم على أحد الجانبين مع وضع وسادة بين الركبتين، والجلوس بظهر مستقيم مع الحفاظ على القدمين مسطحتين على الأرض.

في نهاية حديثنا عن أسباب الانزلاق الغضروفي، لا تصيبكم حقيقة أن انزلاق الغضروف مرض مزمن بالإحباط وتمنعكم خوض رحلة العلاج، فكلما كان التدخل مبكرًا، قل الضرر الواقع من الغضروف المنزلق على الأعصاب المحيطة، وتمتعتم بحياة طبيعية وخالية من الألم.

تعرفوا إلى المزيد عن درجات الانزلاق الغضروفي من خلال حجز استشارة مع الدكتور فريد ماجد الحفناوي، وذلك عبر الاتصال على الأرقام الموضحة أدناه.