علاج العصب الخامس 

تقتحم آلام العصب الخامس حياة المرضى، إذ تهاجمهم من حين لآخر دون أن تترك مجالًا لهم للقيام بأبسط الأنشطة الحياتية، مثل: المضغ أو تمشيط الشعر أو الابتسامة أو حتى الاستمتاع بمرور نسمات باردة على الوجه دون معاناة الألم.

ويُصنف التهاب العصب الخامس أنه من أصعب الإصابات التي قد يتعرض لها الفرد، لما يسببه من ألم حارق في الوجه أشبه بالصاعقة الكهربائية. وبناء عليه، فقد قررنا أن نحدثكم اليوم بشيء من التفصيل عن سبل علاج العصب الخامس المختلفة، لنشجعكم على إنهاء معاناتكم سريعًا مع هذا المرض.

خطة علاج العصب الخامس ليست واحدة لجميع المرضى

يتحدد بروتوكول علاج العصب الخامس بناءًا على عدد من العوامل، وأهمها:

• السبب الأساسي وراء حدوث الالتهاب.
• حدة الأعراض التي يعانيها المريض.
• مدى استجابة الجسم للعلاج.

ولتخفيف الألم عن المرضى سريعًا والتخلص من الالتهاب، قد يلجأ الطبيب إلى الجمع بين أكثر من بروتوكول علاجي للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة، وعليه قد ينطوي علاج التهاب العصب الخامس على سبل جراحية وغير جراحية، نوضحها تفصيلًا فيما يلي.

علاج العصب الخامس بالأدوية

يُعد العلاج الدوائي المحور الأول الذي يلجأ إليه الطبيب عند التعامل مع آلام العصب الخامس، ولحسن الحظ أن غالبية المرضى يستجيبون له بدرجة كبيرة خاصة في المراحل المبكرة من الإصابة، ويشمل الأدوية التالية:

الأدوية المضادة للتشنجات

تعتمد الأدوية المضادة للتشنجات على منع نقل الإشارات العصبية المسببة للألم إلى المخ، وتضم مجموعة واسعة من الأدوية يختارها الطبيب بناءًا على حالة المريض الصحية، ولعل أشهرها دواء كاربامازيبين، وعادة ما يبدأ الطبيب بجرعة منخفضة ثم يزيدها بالتدريج استنادًا إلى استجابة المريض.

وبمرور الوقت قد تتناقص فعالية الدواء، وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى زيادة الجرعة أو تغييره بأنواع أخرى، مثل: الجابابنتين أو البريجابلين، وكثيرًا ما تحمل تلك الأدوية عددًا من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها، مثل:

• الدوار والدوخة.
• الغثيان.
• عدم التركيز.
• الشعور بالنعاس.
• ازدواجية الرؤية.

باسط العضلات

قد يعتمد الطبيب على وصف باسط العضلات، وأشهره الباكلوفين بجانب الأدوية المضادة للتشنجات، لكنه قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية، منها: الشعور بالارتباك والغثيان والنعاس المستمر.

حُقن البوتوكس

تُعد حقن البوتوكس إحدى الحلول الفعالة في علاج ألم والتهاب العصب الخامس غير المستجيب للعلاجات الدوائية السابقة، وذلك لأنها تُعطل الإشارات العصبية التي يرسلها العصب المتضرر إلى المخ وتحُد من التشنجات والتوتر العضلي، ولكن إلى الآن لازالت فعاليتها قيد البحث والدراسة.

العلاجات التكميلية

في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى وصف العلاجات التكميلية لرفع معدلات الشفاء، لكن لا يمكن الاعتماد عليها وحدها؛ فلا تُعد علاجًا نهائيًا للحالة، وتشمل:

المكملات الغذائية

تناول بعض الفيتامينات وتحديدًا مجموعة فيتامين (ب) يدعم صحة الأعصاب، ومن أهمها ( ب1 – ب6 – ب 12).

العلاج الطبيعي

يهدف العلاج الطبيعي إلى تخفيف الألم وتحسين وظائف العصب، وقد يشمل:

• التمارين العلاجية.
• الوخز بالإبر.
• العلاج بالبرودة أو الحرارة.

علاج العصب الخامس بالتدخلات الجراحية

قد يكون الخيار الجراحي بمثابة علاج نهائي للعصب الخامس خاصة مع المرضى الذين لم تُجد العلاجات الدوائية نفعًا معهم، ومازالوا يعانون آلامًا مبرحة من حين لآخر، وحينها قد يُعزى السبب الأساسي وراء التهاب العصب الخامس إلى ضغط أحد الأوعية الدموية عليه، ولذلك ينبغي تخفيف الضغط على العصب الخامس في أقرب فرصة.

وتُعد الجراحة الميكروسكوبية من أحدث التقنيات الطبية الحالية وأكثرها دقة، إذ تتيح للطبيب مجالًا أوسع للرؤية في أثناء إجراء العملية، ما يُعزز نسب نجاحها ويُقلل احتمالية حدوث المضاعفات التابعة للعملية مثل: إلحاق الضرر بالأعصاب المجاورة.

خطوات عملية العصب الخامس

وتسير خطوات عملية تخفيف الضغط عن العصب الخامس على النحو التالي:

• تخدير المريض كليًا.
• إجراء شق جراحي خلف الأذن يليها عظام الجمجمة؛ للوصول إلى العصب الخامس.
• تحريك الوعاء الدموي الضاغط على العصب الخامس.

غالبًا ما تستغرق عملية العصب الخامس من ساعتين إلى 3 ساعات، ويُنقل بعدها المريض إلى غرفة الإفاقة وغالبًا ما يحتاج إلى المكوث بالمستشفى من يومين إلى 3 أيام حتى يطمئن الطبيب على حالته الصحية.

ويجدر بنا التنويه أن هذه العملية تتطلب دقة ومهارة فائقة من الطبيب، ولذلك فإن اللجوء إلى جراح مخ وأعصاب يمتلك خبرة كبيرة أمر حتمي لا ينبغي التهاون فيه، وخاصة إذا أجرى الكثير من العمليات المشابهة مُحققا معدلات نجاح مرتفعة.

التردد الحراري | أحدث التقنيات في علاج العصب الخامس

قد لا تناسب الجراحة التقليدية كافة المرضى، لما قد ينجم عنها من مضاعفات صحية عديدة، وعلى صعيد آخر ربما يكون التخدير الكلي خيارًا غير مناسب لجميع المصابين وبالأخص مرضى القلب، ولهذا فإن كي نواة العصب بالموجات الراديوية قد يكون الحل الجذري الذي يخلصهم من الآلام لسنوات عديدة.

ولا تتطلب تقنية التردد الحراري اتباع خطوات معقدة أو المكوث بالمستشفى لفترة، بل هو إجراء طبي بسيط يستغرق بضع دقائق، وتسير خطواته على النحو التالي:

• التخدير الموضعي في مكان الحقن.
• استخدام إبرة مخصصة تدخل عن طريق الخد حتى تصل إلى قاع الجمجمة.
• إرسال موجات حرارية عالية التردد لكي ألياف العصب الخامس، ومن ثم تخفيف الألم.

هل يمكن التعايش مع التهاب العصب الخامس؟

في سياق الحديث عن علاج العصب الخامس، يتساءل العديد من المرضى “هل يمكن التعايش مع العصب الخامس؟” والجواب هو: لا، فمن الصعب التعايش مع آلام العصب الخامس وذلك لأنها تأتي في صورة حادة تمنع المصاب حتى من الابتسام، وتزيد حدة الألم مع أداء أبسط المهام اليومية مثل الأكل أو حلاقة الذقن، ما يزيد من معدلات التوتر والاكتئاب والقلق ويجعل من يعانيه منعزلًا عمن حوله ولا طاقة له بالحديث، لكن جدير بذكره أن غالبية الحالات تتحسن مع العلاج.

إلى هنا ينتهي حديثنا عن علاج العصب الخامس، وتظل نصيحتنا الأولى لكم هي التوجه إلى جراح مخ وأعصاب خبير ومتمرس يمتلك سجلًا حافلًا بالإنجازات وسنوات الخبرة الطويلة، ونرشح لكم في هذا الصدد الدكتور فريد الحفناوي -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- لما يتميز به من خبرة فائقة واختصاص في مختلف جراحات المخ والأعصاب بالاعتماد على أحدث التقنيات الطبية العالمية.

يمكنكم حجز موعد مع الدكتور فريد الحفناوي من خلال التواصل على أحد وسائل الاتصال الموضحة أمامكم بالموقع الإلكتروني.

تعرف على المزيد من خدمات دكتور فريد الحفناوي:

• علاج صداع الراس من الخلف
• علاج ورم الغدة النخامية
• اورام العمود الفقري
• علاج الانزلاق الغضروفي